فيلم جيد ولكن

لسبب ما لست من كبار معجبي احمد حلمي لأنني لم اجده يوماً كوميدي بالمعنى المطلوب في السينما المصرية. لكن احترم أعماله واحترم الخط الذي انتهجه بقصص خيالية بعيدة وقريبة من واقع ما. فيلم "على جثتي" يعتبر جيداً من نواحي معينة مثل التصوير والاضاءة والسنماتوغرافي بشكل عام كانت جميلة واختيار وتنسيق الملابس كان احترافيا وخاصة ملابس حسن حسني وبذله ذات الالوان الفاقعة التي لربما جسدت حالته النفسية المتفائلة بعد موته. الفيلم ايضا ركز على صور سياسية بشكل متواضع لربما تماشياً مع اللهب السياسي في مصر حاليا ولان مشهد او مشهدان كافيان للتعبير بأفيه عن حالة شعبية وثورية معينة. ركز الفيلم بشكل مطلق على حلمي وهو مشابه للنمط الذي اتبعه عادل امام بعد الواد محروس بتاع الوزير فهو الفيلم بأكمله وما بقي مجرد كومبارسات بأجور عالية تتماشى مع طبيعة الانتاج. فدور ابو النجا ودور ادوارد حرم من ابداعات سينمائية كبيرة ممكن ان تنقل علاقته بالعمل وتجعلها اكثر تشعباً بواقعه الحالي الميت الحي. حسن حسني كان نقطة محورية بالفيلم فهو يمثل الصديق والناصح والمرآة التي قدمت لحلمي الكثير وقدم الفنان حسن حسني اروع ادواره مع انني تمنيت ان يركز الفيلم اكثر على قصة "المستشار" وكيف وصل هنا. وكالعادة الـ"جيب شيروكي" القديمة المتهالكة يجب ان تحضر في كل فيلم مصري وكأنها عقد من عقود اديداس مع الفيفا التي تصل لنصف قرن. بالمحصلة فيلم جيد لكنه يحتاج للكثير من الابداع في المؤثرات التي غابت تماما عن فلم قصته خياليه اصلا ويحتاج لادوار اكثر قوة واكثر حضورا. واتمنى ان ارى حلمي في دور لا يكون فيه باشا او مدير او ثري. ليرجع إلى "ميدو مشاكل" قليلاً ليلامس مجددا من جعلوه "احمد حلمي".