بلال فضل ينعى الكاتب الكبير محمود السعدنى

  • خبر
  • 09:08 صباحًا - 5 مايو 2010
  • 1 صورة



استقبل الجميع خبر وفاة الكاتب الكبير محمود السعدنى ببالغ الأسى والحزن، وخاصة الكاتب الصحفى بلال فضل الذى لا يعتبر الكاتب الكبير محمود السعدنى أستاذا فى فن الكتابة الساخرة فقط، بل يتعدى مقدار حبه له إلى مستويات أبعد بكثير، فيصفه فضل بأنه كان "نعم الأب والمعين والإنسان" ويضيف "فضل" فى حديث خاص لـ"اليوم السابع" أنه كان من الناس القليلين الذين تمنيت أن أقابلهم، لكننى لم أجرؤ على طلب مقابلته حتى بعدما توطدت علاقتى بأخيه الفنان الكبير عزت السعدنى، حتى فوجئت به ذات مرة يشيد بى، وبكتاباتى فى برنامج إذاعى مع الإعلامى عمر بطيشة، فحمدت الله على أنه عرفنى من كتاباتى، ومن فرط جماله الإنسانى الذى عرفته، ولمست أثره أتمنى الآن لو أننى لم أقابله لكى لا أتألم بهذا القدر، فالجميع يعرفون عن السعدنى وجهه الأدبى فقط ويخفى عنهم وجهه الإنسانى الجميل، فكان رحمه الله يحتضن الشباب ويحتفى بهم، ويشجعهم بكل ما أوتى من قوة، وللأسف حينما أصدرت كتابى "السكان الأصليين" وأهديته إليه كان فى مرحلة مرضه الأخيرة، ولم ير هذا الكتاب، وكان رحمه الله قد وعدنى بكتابة مقدمة أول كتبى لكن المرض لم يسعفه ولم يسعفنى.
أكثر ما يدين به فضل للسعدنى ويؤثر فيه هو إحساس الكاتب الكبير بالشباب وأزماتهم ومحنهم، ويذكر فضل ما تعرض له بعد غلق جريدة الدستور التى كان يعمل بها من أزمات جراء فقده لوظيفته، فكان السعدنى يطمئن عليه ويحاول أن يجد له عملا وكأنه أبوه، ويقول فضل: حينما تم غلق الدستور فوجئت به يكلم رؤساء التحرير ومجالس إدارات الصحف عنى ويحاول أن يجد لى فرصة عمل أستعين بها على الحياة فاتصل بالأستاذ مكرم محمد أحمد ليجد لى عملا بدار الهلال، وكثيرا ما كان يتصل بى ويقول: أخبار الفقر إيه، وآخر مرة أكلت لحمة إمتى؟ وكان فى منتهى الإنسانية ومنتهى الكرم، والغريب والجميل فى ذات الوقت أن الدولة لم تكرمه ولم تحتف به مثله مثل الكثير من العظماء الذين تتجاهلهم الدولة، لكنهم يعرفون طريقهم إلى قلوب الناس التى تربع فيها وسكنها فكان الأكثر تأثيرا والأكثر احتراما والأكثر محبة، للدرجة التى جعلتنى أقول له لو كان لى حق اختيار أب أنتسب إليه وعائلة أحمل اسمها لاخترتك أبا واخترت "السعدنى" عائلة.



تعليقات