يسري الجندي‏:‏ حزين لانصراف الدراما عن التاريخ حال الدراما العربية لن تنصلح إلا من مصر

  • حوار‎
  • 10:38 صباحًا - 23 يونيو 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
يسري الجندي
صورة 2 / 2:
لقطة من مسلسل سقوط الخلافة

سقوط الخلافة مسلسل تاريخي من تأليف الكاتب يسري الجندي الذي يستخدم فن قدرته علي استلهام التاريخ وإعادة قراءة وقائعه ليعيد تقديمها لنا في صورة ورؤية ترصد لنا واقعنا الراهن‏..‏ في هذا الحوار يتحدث الكاتب عن مسلسله ورؤيته الخاصة لاحداثه‏
*‏هل هناك علاقة بين العمل الجديد وواقعنا المعاصر؟
‏**‏ طبعا له علاقة قوية جدا وأنني لم أقدم عملا تاريخيا أو تراثيا دون أن تكون له علاقة ملحة بواقعنا المعاصر والأمثلة واضحة في النديم و جمهورية زفتي و نسيم الروحوالطارق فأنا أعيش الواقع العربي والاسلامي وجزءا من هذا العالم الذي يعيش محنة شبيهة بمحنة الدولة العثمانية‏.
‏‏*‏وما الذي أدي إلي سقوط الخلافة من خلال رؤيتك في العمل ؟
حالة التربص الغربي التي أوصلت هذه الدولة إلي ما آلت اليه من انهيار وضعف واستكانة ثم استسلام وسقوط وهو نفس الحال الذي يعيشه عالمنا اليوم وبالتحديد منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما قبلها من ضعف وخنوع بما يؤكد أن هذا الكيان العربي والاسلامي تمزق بما يعيد إلي الاذهان اللحظات التي سبقت سقوط الخلافة واتسمت بالوهن والتخلف عن الركب الذي وصل اليه الغرب فكان سهلا علي الدول العظمي أن تضرب ضربتها وتعجل بسقوطها‏.‏
‏*‏كيف توصلت إلي الدور الذي لعبته الحركة الصهيونية في هذا السقوط؟
‏**‏جرت محاولات للتفاهم مع السلطان عبدالحميد منذ عقد مؤتمر بازل عام‏1897‏ واستمالته من خلال اغوائه بالملايين من الجنيهات التي تمكنه من سداد ديونه والمساعدة في دعم المشاريع التي تنهض بالدولة العثمانية لكنه أدرك أبعاد اللعبة ورفض المشاركة في المؤامرة وعلق بقوله هذه أرض مقدسة لن نفرط فيها ولن تباع إلا بموتي وهو ما حدث بالفعل عقب عزله وفتح الابواب لتنفيذ المخططات الصهيونية فالحركة الصهيونية تحالفت مع المنظمات الماسونية في ايطاليا وفرنسا وسالونيك في اليونان وجماعة تركيا الفتاة التي رفضت شعارات الثورة الفرنسية وتجمع هؤلاء ليصبحوا أدوات في أيدي الغرب الذي نجح في نفي السلطان عبدالحميد وضرب الدولة العثمانية ثم النفي إلي موطن اليهود باليونان فالغرب لا ينسي الدور الحضاري الذي لعبه العرب والحضارة الاندلسية وقت أن كانت أوروبا تعيش عصور الظلام‏.‏
‏*‏وما الذي دعاك للتوقف عند هذه الفترة بالذات خاصة أن الدراما العربية لم تقترب منها؟
‏**‏ حقيقة ما جعلني أخوض هذه الفترة هو أن هناك بعض الكلام المرسل أنها كانت فترة مظلمة من تاريخنا ومصدر تخلف الأمة وهو كلام غير صحيح ويخالف الحقيقة فالسلطان عبدالحميد رفض ما وافق عليه غيره فيما بعد من تسليم فلسطين للمستوطنين اليهود وكان لابد من فتح هذا الملف‏.‏
‏*‏ولماذا فترة السلطان عبدالحميد بالذات؟‏
**‏ لأنها العمود الفقري للعمل ومن خلاله نكشف عن أن ما حدث في الفترة من‏1876‏ إلي‏1918‏ عجل بالسقوط والانهيار وأن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين ما حدث في تلك الفترة وما يجري علي أرض الواقع اليوم
‏*‏ وهل هناك فترات تاريخية سقطت من الدراما العربية مثل الدولة العثمانية التي تعيد لها اعتبارها في هذا العمل؟
‏**‏ بالتأكيد هناك فترات كثيرة سقطت فأري مثلا أن التاريخ القبطي لم يتم التطرق اليه بالقدر الكافي‏,‏ خصوصا فترة المقاومة الشعبية للرومان وكذلك الفترة الفرعونية وما مرت به من ثورات ومراحل انهيار وصعود بعيدا عن فترة كليوباترا التي يقتصر الحديث عنها فقط‏.‏فالتاريخ مهم جدا لاستعادة قوتنا والثقة في انفسنا وندرك أننا كنا سادة العالم لكن القوي الغربية الطامعة لا تريد أن تتذكر ذلك التاريخ‏.‏‏
*‏هناك بعض الآراء بأنك مغامر لكتابتك للتاريخ في حين يري غيرك أن الثروة في الدراما الاجتماعية التي لا ترهق كاتبها؟‏
**‏ طبعا أنا حزين لما يحدث علي الساحة من انصراف كامل عن التاريخ في اعمالنا الدرامية وكذلك كل ما هو جاد واختيار الاسهل طمعا في الربح السريع وأن كل ما أخشاه أن يصاب الجمهور أو الكاتب أو الجهات الانتاجية بالزهق وبالتالي لا نجد من يقبل عليها أو يستمر في تقديمها فالاعمال التاريخية تعامل معاملة غير كريمة لكنني مازلت علي ثقة في أن العمل التاريخي هو الأقدر علي المواجهة كما حدث في مسلسل الطارق الذي حقق نجاحا غير مسبوق علي الرغم من إذاعته في الثانية فجرا مما أجبر القائمين وقتها علي اعادة إذاعته في وقت جيد‏..‏ وأتصور أن النجوم الكبار لهم دور في دعم ومؤازرة الأعمال الدرامية التاريخية‏.‏



تعليقات