''فاصل ونعود'' ... حين ذهبت ''الحبكة'' ولم تعود

  • مقال
  • 07:17 مساءً - 23 مارس 2011
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
كريم عبدالعزيز في الفيلم
صورة 2 / 2:
افيش الفيلم
  • عربي (كريم عبدالعزيز) : فلوسك متلزمناش يا حاج

  • الحاج خيري ( أحمد راتب) : ده انت بارد قوي يا اخي، فلوس وباعتها لابن بنتي، ايش حشرك انت، واذا كنت باعتله حاجة علشان تعيشه لحد ما ييجي يعيش معايا

  • عربي (كريم عبدالعزيز) : لا ماهو محدش حيصرف على حسن غيري

  • الحاج خيري ( أحمد راتب): عايزني اسيبهولك علشان ترجعهولي جثة زي ما عملت في بنتي

  • عربي (كريم عبدالعزيز) : بنتك ماتت موتة ربنا، انت حتكفر بالله ولا ايه يا حاج

  • الحاج خيري ( أحمد راتب): يعني انت اللي تعرف ربنا، انت لو تعرفه مكنتش اتجوزتها غصب عني، مكنتش سبتها تموت قدام عينيك، انت لو تعرف ربنا تجيبهولي يعيش معايا بدل ماهو متمرط معاك في الحواري مع الصيع والجرابيع اللي زيك

  • عربي (كريم عبدالعزيز) : الصيع والجرابيع اللي زيي، جرى ايه يا حاج خيري انت نسيت اننا من طينة واحدة ولا ايه، ياكش بس ربنا فتحها عليك شوية، عارف يا حاج رغم كل اللي عنك ده ، ربنا يزيدك، لو جيت فكرت حتلاقي ان من مصلحة حسن انه يقعد معايا، لو جيت فكرت حتلاقيه محتاج حد بيعرف يقرا ويكتب علشان يذاكر للواد.

  • الحاج خيري ( أحمد راتب): ياااااه انت جيتلي على الجرح كده، والمفروض دلوقتي ابتدي اترعش واحط ايدي على قلبي واقول قلبي قلبي قلبى بعد الكلام اللي انت قلته ده، كلامك ده يأكد ان انت مرعوب من جواك

  • عربي (كريم عبدالعزيز) : مرعوب، حاج خيري اخر مرة اتحطيت في مقارنة معاك بنتك اللي من لحمك ودمك اختارتني انا، يبقى ابني اللي من لحمي ودمي يختارك انت صعبة دي.

هذا الحوار السابق بكل ما يحمله من سذاجة وركاكة يمثل المحور الدرامي لفيلم فاصل ونعود، الذي يعود به الفنان كريم عبدالعزيز إلى سينماه المفضلة، سينما الحركة المطعمة بالكوميديا، بعد تجربته المخابراتية الحركية في فيلم ولاد العم الذي نجح نجاحاً كبيراً، ولكن هذه المرة بفيلم أقل من المتوسط، نجحت ثورة 25 يناير في منحه رصاصة رحمة كان يستحقها لعدة أسباب، أولها السيناريو الركيك المليء بالثغرات والذي التفت كاتباه أحمد فهمي و هشام ماجد لتلك الحالة النفسية التي تصيب البطل - والتي اقتبساها من فيلم "مومنتو" - دون النظر لباقي التفاصيل، لدرجة أنهم يجعلان الحاج خيري يستسلم لضابط الشرطة بسهولة عجيبة ليقنعا المتفرجين أنه المذنب رغم براءته التي تظهر في نهاية الفيلم، وكأن البرىء الذي يلقي القبض عليه لا يحاول مجرد الصراخ للدفاع عن نفسه، ثم يقعا في سقطة أخرى في نهاية الفيلم حين يلجأ البطل لقتل صديقه الخائن على طريقة الغرب الأمريكي بتركه مربوطاً على شريط السكة الحديد، متناسين أن القطارات في مصر قد تقف أحيانا لمن يشير لها بغض النظر عن أن هذا الفعل لا يرد للبرىء الذي دخل السجن برائته، بل ويفقدنا التعاطف مع البطل المظلوم هو الأخر، بالاضافة للعديد من السقطات الاخرى التي ينسى فيها البطل كما يريد السيناريست وليس كما هي الحالة النفسية.
ثانياً الأداء الضعيف لكريم عبدالعزيز في الفيلم، لدرجة أنه يفقد أهم مزاياه في خفة الدم الممزوجة بالوسامة بالقاء العديد من الافيهات ثقيلة الظل، التي تصاحب ثقل الحركة المصاحب لزيادة وزنه، مما لا يتناسب مع بطل فيلم من أفلام الحركة.
ثالثا الاخراج التجاري البحت لمخرج الفيلم أحمد نادر جلال والذي يريح عين الناقد التي تبحث عن الكادرات وزوايا الكاميرا، واللقطات الواسعة والضيقة من خلال تقديم فيلم تقليدي "يمشي الحال"، بلا أي إيقاع.
ويبقى محمد لطفي متميزاً كعادته حتى وان كان الدور لا يسمح بهذا، وكأنه يتحدى حتى الضعف، وتقدم دينا فؤاددورا يبرر إختيارها، حيث أن جميع نجمات الصف الأول كن سيرفضن الدور شكلاً وحجماً وموضوعاً، أما أحمد راتب فيتحمل وزر إختياره، أما محمد فراج الذي قام باداء دور ضابط المباحث فصاحب موهبة واضحة قد تتيح لها الأيام المقبلة فرصة أكبر.
فيلم فاصل ونعود، فيلم سيحبه فقط عشاق كريم عبدالعزيز، أما من يحبون السينما فسيتمنون جميعاً أن تخرج تلك الأفلام إلى الأبد ولا تعود.



تعليقات