''الفاجومي'' للمراجعة النهائية والتوقعات المرئية!

  • مقال
  • 06:17 صباحًا - 19 يونيو 2011
  • 1 صورة



مشهد من الفيلم

كم هو من الرائع أن تقضي ساعتين في رحاب الشيخ امام وعم نجم، وما أمتع تلك "النوستالجيا: الرائعة التي تمدك به أشعار أبو النجوم، وألحان المبصر بالأحاسيس الشيخ امام، كلمات وألحان تعلمك دون أن تدري كيف تعشق تراب مصر.
ولكن مع هذا الكم الرائع من الفن يضعك فيلم " الفاجومي" لكاتبه ومخرجه عصام الشماع في خانة "اليك"، محاصراً بين طرفي نقيض، تاريخ وفن عظيم، وفيلم وفن رديء، تشاهد الفيلم لتتابع سيرة الفاجومي، أحمد فؤاد نجم الشاعر الكبير، فتشاهد مقتطفات من سيرته الذاتية" وكأن صناع الفيلم قد صنعوا "برومو" لفيلم أخر آت، أو حتى مسلسل رمضاني منتظر.
وتطبيقاً لمبدأ تعلمناه في الصغر بأن "سلق البيض" هو أهون ما في الطبيخ، حتى صارت الكلمة - سلق بيض - تطلق على كل رخيص، لم يتم بذل الجهد فيه، ويتسم أيضاً بالتسرع، استخدم صناع فيلم القاجومي "سلق البيض" لانهاء فيلمهم، لدرجة أن النقلات الدرامية في الفيلم ينقصها أي روابط، بل كان السيناريو يشبه ذلك السباق الشهير بين الارنب والسلحفاة، بين ارنب المدة الزمنية للفيلم، وسلحفاة التاريخ الطويل للشاعر الكبير، ولكن في هذه المرة ينتصر الأرنب.
أما عن الأداء فحدث ولا حرج، خالد الصاوي اجتهد، ولكنه بعيد كل البعد عن الشخصية الحقيقية، التي والحمدلله مازالت حية تسعى بيننا، ويعرف كل من يشاهد نجم على شاشات الفضائيات، أن "نسر" الذي قدمه الصاوي قد طار بعيداً عن النجم الحقيقي، نفس مسافة الارتفاع بين نسر ونجم في السماء.
صلاح عبدالله الغائب الحاضر، اكتفى بالاعتماد على أداء دور كفيف تقليدي، ولم يدرك أنه يرى أكثر من المبصرين، أما الأدوار النسائية الثلاث، فكانت أشبه بعرائس تظهر جميلة في صندوق الدنيا وترحل دون أثر.
وبغض النظر عن بعض المغالطات التاريخية في الفيلم على المستوى التاريخي انتماء لتيار دون تيار، وعلى المستوى الشخصي انتماء لنجم على اساس أن الشيخ امام قد رحل، الا أن الفيلم فشل تماماً في الاستفادة من نوستالجيا الأحداث، وكاريزما الشخصيات، واكتفى بتقديم المراجعة النهائية الموجزة في ليلة الامتحان لتاريخ الفاجومي.
وكأن صناعه أصروا دون أن يدروا أن يثبتوا أن شاعر في قامة نجم لا يتكرر ولا يجوز تقليده حتى ولو سينمائياً.

وصلات



تعليقات