بابا عبده......ناظر مدرسة ''المدبوليزم'' التي لا تغلق أبوابها أبداً

  • مقال
  • 02:00 صباحًا - 28 ديسمبر 2011
  • 1 صورة



" الحفيد ـ مولد يا دنيا ـ إحنا بتوع الأتوبيس"، لو لم يقدم فناناً غيرهم لكفوا أن يترك علامة في السينما المصرية، بينما ترك صاحب هذه الأفلام علامات وعلامات ما بين السينما والمسرح والتلفزيون - الذي نادراً ما يحتسب عند رصد العلامات الفنية الباقية -، أيضاً يحقق الفنان نجاحه عبر أعماله، ويثبت تفوقه عندما يستطيع الإستمرار لفترة جيلاً بعد جيل، ولكن الفنان الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده لم يحقق هذا فقط بل ترك مدرسة فنية كاملة، وهذا في حد ذاته نادر الحدوث فنياً، فنان اليوم هو بابا عبده، الفنان الكبير الراحل عبدالمنعم مدبولي رائد مدرسة "المدبوليزم".
اختلف النقاد كثيراً حول تلك المدرسة التي نشأت في قمة عهد القمع في مصر في حقبة الرئيس جمال عبدالناصر، والتي اعتمدت على الضحك للضحك فقط، واعتبرها البعض أباً شرعياً لما وصلت إليه الكوميديا في مصر من ركاكة وتفاهة، ودافع عنها البعض معتبراً أن الإضحاك في حد ذاته رسالة مقدسة، وأن كل فن ابن عصره، وأن المدبوليزم غير مسؤولة عما وصل إليه الحال الأن، لكن يكفي تلك المدرسة أنها قدمت فنانين في حجم عادل اما م و يونس شلبي و سعيد صالح.
عبدالمنعم مدبولي ذلك الشاب القصير ذو المنظار الطبي والشارب القصير، صاحب الإبتسامة الدافئة، الذي قدم للمسرح مخرجاً وممثلاً أكثر من 120 مسرحية، خُلق من أجل أن يكون ممثلاً مسرحياً، منذ عمله بالتمثيل في المرحلة الإبتدائية حتى وفاته عام 2006 عن 85 عاماً.
كان حكاءً عظيماً في الحياة وهي إحدى مميزات الفنان المسرحي، كان سريع البديهة خفيف الدم، وهما من مهارات الممثل المسرحي، كان بسيطاً سلساً لذلك عشقه الجمهور، كان مطرباً محترفاً وهو ما أدهش كل من لحن له أغانيه التي قدمها في أفلامه ومسرحياته، أو تلك التي غناها للأطفال، يعرف كيف ينتقي لحنا وكيف ينتقل من مقام إلى مقام دون نشاز في خبرة مطرب عظيم.

ومن منا ينسى في طفولته أثناء إرتداء منامته استعداداً للنوم شتاء صوت عبدالمنعم مدبولي الرخيم وهو يغني "توت توت"
[http://www.youtube.com/watch?v=SmQTboJDhv0]

ومن منا لم يسقط يوماً في طريقه في الحياة، ليشعر بالألم ويغني "زمان"
[http://www.youtube.com/watch?v=IcvfKfxWdaA]

مدبولي تلك المدرسة التي تركت تراثاً كاملاً، تلك البسمة التي لمست الروح، تلك الدمعة التي علمتنا معنى الأبوة لم يغب عن عالمنا ولكن بقى، كما تبقى الاساطير ولكن زمار الحي لا يطرب، لذلك لم يحصل حتى الأن على ما يستحقه من تكريم.



تعليقات