ادعــــــــــوا لـ''شادية''

  • مقال
  • 05:06 مساءً - 6 يونيو 2012
  • 1 صورة



يحكون في الأساطير أن الحزن طاغية، يسيطر على ممالك ودول كثيرة، بل ويسيطر أيضاً على أزمان معينة، يحكمها بسياط من الألم والعذاب، وأن خلعه صعب للغاية، حيث لم ينتصر عليه عبر تاريخ طويل سوى الرضا والفرح، وبما أن الرضا كائن سماوي لا يستقر في الأرض كثيراً، والفرح كائن ضعيف سريع التبخر، بقى الحزن طاغية مسيطر.
وها نحن في مصر نعيش عاماً تعيساً حزيناً، يحكمه الحزن بلا رحمة، نلهث خلف أحداثاً سياسية لا تترك لنا القليل من الراحة، تصدمنا صدمة تلو الأخرى، فنبحث عن أنفسنا ولا نجدها، فقد أغلبنا عاداته الترويحية، صرنا لا نتابع الكرة بإهتمام، نشاهد السينما أحياناً، نتابع برامج "التوك شو" وننسى متابعة البرامج الترفيهية، نسمع إذاعات الأخبار وننسى سماع الأغاني.
ولأن الحزن لا يرحم، قرر هذه المرة أن يعذبنا بطريقة جديدة، ترك الكثيرون واختار شادية ليعتقلها سيافه المرض، ويأخذها إلى كآبة غرف العناية المركزة، تلك التي يكسوها البياض الملحي الثلجي الذي بلا رحمة.
يختطف المرض مننا صوت مصر، تلك القامة العالية الغالية التي سكنت ارواحنا، وصارت جزء لا يتجزأ من ثقافة الوطن، حيث لا تعد شادية مجرد مطربة أو فنانة متميزة عبر تاريخ الفن العربي، بل جزء لا ينفصل عن نيلنا وهرمنا، مسجد السيدة نفيسة ومسجد الحسين، والكنيسة المعلقة.
صار صوتها الذي يشبه آذان المساجد في صلاة المغرب، وأجراس الكنائس يوم الأحد، وإصطكاك أقراص بائع العرقسوس في رمضان، وموسيقى البيانولا في شوارع القاهرة، نكهة خاصة تميزها القلوب والأرواح.
وحتى بعد إعتزالها، اصرت على أن تبقى كما هي، رفضت شيكاً على بياض لتعود للغناء، قد نختلف حول إعتزالها، لكننا نحترم أنها احترمته ولم تفعل كما فعل غيرها، لأن مثلها يحتفظ بقيمته لأنها حقيقية.
ادعوا مع لشادية أن تنتصر على المرض، ادعوا لها أن تعود، فالعام عام حزن، ونحن لا نحتمل فراقها.

علشانك امشيها بلاد من غير لا ميه ولا زاد

اه ياللي عيونك شمعه وضحكه وبحر في نسمة طيف

انت رسيت وانا وسط الشوق حيرانه من غير مجاديف

جوني وسالوني جاوبتهم عني

دموع عيني

يا طير يامسافر لبعيد روح قول لحبيبي الاسمراني

ليه سافر ونسي المواعيد يا حبيبي الاسمراني

ليه وانت تحب الشوق اكتر مني وقلبك عطشان

ليه وانت قايلي ان غبتي يغيب م الدنيا احلى مكان

جوني سالوني جاوبتهم عني

دموع عيني

وصلات



تعليقات