بين "شوكة" زوجة و"سكينة" زوج.. من ينتصر؟

  • نقد
  • 11:50 صباحًا - 25 سبتمبر 2018
  • 1 صورة



"الست هى الميزان لكن مفيش ميزان بدفة واحدة"

شئنا أم أبينا، المرأة في أي علاقة هى الميزان بالفعل، ولكن ليس بالمعنى الحرفي للكلمة، ففي يديها مفتاح فشل أى علاقة أو نجاحها، خاصة في المجتمعات الشرقية، وطبقًا للمفهوم السائد فهى الطرف الأكثر لطفًا وحنانًا المساند دائمًا، المعطاء الأكثر قدرة على الاستيعاب والتحمل، تحمل الطرف الآخر بكل مساوئه ومشاكله وتقلباته النفسية، فكرة منتشرة ومتشعبة في مجتمعاتنا تُبنى على أساسها حيوات كاملة، بصرف النظر عما تتحمله المرأة سواء خيانة زوج أو معاملة سيئة أو إهمال متكرر وإلقاء مسئولية المنزل والأطفال كاملة على عاتقها، وننسى أن المرأة ما هى إلا إنسانة لها طاقة وقدرة على التحمل، فعندما ينفذ صبرها، سوف تثور هى الأخرى بإختلاف طريقة ثورتها.

من هذا المنطلق، يخرج الفيلم المصري القصير "شوكة وسكينة"، الشوكة هى التي تحملها البطلة في يديها وتطعم بها زوجها وهما جالسان على طاولة طعام بأحد المطاعم، تطعمه مما لا يشتهي، كل ما فى قلبها وعقلها من شكاوي ومشاكل حياة زوجية استمرت خمس سنوات حتى أصابتها عدوى الفشل الذي سبقه فتور الزوجين من بعضهما البعض يومًا بعد يوم، فتظل تطعمه مما فى جعبتها، وتعترف له في ظل ردود أفعاله الهادئة، فهو يستمع ويتساءل فقط حتى تأتي لحظته في حمل السكينة ويطعنها بها معنويًا، فكرة إعترافات زوجين على طاولة طعام ليست جديدة، فقد رأيناها في أكثر من عمل فني، لكن يضاف إليهم ذلك العمل الفني الذي تميز بحالته التي رسمها بالحوار البسيط بالغ الواقعية، فأكاد أجزم أن آلاف المتزوجين يدور بينهم ذلك الحوار بكل تفاصيله، كما كسر مخرج العمل رتابة المكان الواحد –المطعم وطاولة الطعام- بأكثر من flash back –العودة بالأحداث للماضي- كنوع من تعرية كل شخصية منهم للمتلقي وإعطاء السبب لما وصلوا له من حالة الإعتراف والصراحة البالغة وتعرية كل منهم أمام الآخر.

تنوعت كادرات أحداث الـflash back بين كادرات ضيقة وواسعة وحركة كاميرا سريعة مع البطل، وهو يخون زوجته مع أكثر من امرأة دون قطع واحد للصورة، وعلى الجانب الآخر كادر واحد ثابت في معظم الوقت، وهو كادر واسع للزوجين وهما جالسان يتحدثان على الطاولة ليعكس رتابة علاقتهما والفتور الذي تتسم به مشاعرهما.

كما ساعد على توصيل تلك الحالة الأداء التمثيلي لكل منهم، منة شلبي وإياد نصار حيث ظهر عليهما الهدوء الشديد، ملامح باردة خالية من المشاعر، تحمل الكثير وراءها خاصة إياد نصار أو الزوج الذي يسمع أكثر من زوجته كم هائل من الإعترافات السلبية ولا يتحرك ساكنًا لإيمانه الدفين أن نهاية العلاقة قد حان ولا مفر من مواجهة ذلك، ولا شىء سوف يغير ذلك لأنه ببساطة لا يبالي هو الأخر.

لكننى كنت أنتظر التأكيد على فكرة الشوكة والسكينة، كنت أريد أن أشاهد البطلة وهى تطعم زوجها بالفعل وهما على طاولة الطعام بالشوكة، ومشاهدة لقطة فى نهاية الفيلم على السكينة التى أخيرًا استخدمها الزوج لينهي كل شيء، تلك الإحالة للشوكة والسكينة للمعنى المراد يعطى ثقلًا كبيرًا للعمل الفني.



تعليقات