وش في وش: جزء جديد أو استكمال لمسلسل الهرشة السابعة

  • نقد
  • 08:39 مساءً - 4 سبتمبر 2023
  • 2 صورتين



منذ مشاهدة الإعلان والمادة الدعائية لفيلم وش في وش، والتي تبدو جذابة في البداية، ترى أنك بصدد جزء جديد أو استكمال لمسلسل الهرشة السابعة، والذي حقق نجاحًا كبيرًا في شهر رمضان الماضي، خاصة مع جميع مفردات الفيلم بما فيها بطلا العمل أمينة خليل ومحمد ممدوح، واللذان أصبحا يشكلان ثنائيًا ناجحًا ومتميزًا في مثل هذه النوعية من الأعمال، ولكن مع بداية مشاهدة الفيلم يتغير هذا المفهوم وينتابك شعور بالغربة والاختلاف عما هو معتاد من اللايت كوميدي، بما في ذلك أن الكوميديا غالبًا ما تدور أحداثها في مكان واحد، بالإضافة إلى أن المخرج وليد الحلفاوي، والذي استخدم تكنيك مختلفًا تمامًا في طرح الفيلم، اعتمد فيها على الثنائيات في الانتقال من غرفة إلى أخرى في نفس المكان، ولكن السؤال هو هل من الممكن أن تكون هذه النوعية جذابة للمشاهد؟ يبدو من البداية أن الفيلم يحمل بعدًا اجتماعيًا عن الخلافات الزوجية، ويقترب بشكل ما من مسلسل الهرشة السابعة، ولكن القضية تبدو مختلفة تمامًا حيث يسلط الضوء بشكل مباشر حول تدخل الأسرة وبعض الأطراف الأخرى سواء من الأصدقاء أو الأقارب في هذه الخلافات حتى تشتعل وتزداد سخونة حيث تبدأ من عود كبريت وتصل إلى حريق هائل مثلما حدث في الجزء الأخير من العمل عندما بدأ الحريق وكان من الصعب إطفاؤه، ولكن الفكرة طُرحت بطريقة هامشية وسرعة شديدة سواء في الانتقال بين الكادرات وفي الحوارات السريعة بين أطراف الأسرتين حتى أنك في بعض الأحيان لا تستطيع مواكبة ما يحدث، حيث ينتقل المشهد من الأب والأم إلى الأخ والصديق وحتى الخادمة، دون اللحاق بالأحداث أو حتى استشعار شيء من أسباب الخلاف بين الزوجين حتى أصبح الفيلم مثل لعبة البلاي ستيشن التي تقوم بتحريكها وتوجيهها مثلما تريد. ولم يكن ما سبق هو نقطة الضعف الوحيدة في الفيلم، فالعمل قد افتقد بشكل كبير للمشاهد الإنسانية وتحديدًا التي كانت من المفترض أن تدور بين الزوجين لمعرفة أي شيء عن تفاصيل حياتهم أو عن شخصية كل منهما ولو بقدر بسيط، مثلما حدث في مسلسل الهرشة السابعة بالإضافة إلى أنهما لم يجمعهما أي مشهد مع ابنهما الوحيد، أو عن أي ذكريات جميلة تجمعهما بل أخذا يدوران في دائرة مغلقة، هذا بالإضافة إلى مشاهد كثيرة كان من الممكن الاستغناء عنها، بل تم وضعها فقط من أجل زيادة المواقف الكوميدية، بما في ذلك مشهد الخادمة، والتي تلعب دورها دنيا سامي، والتي تناولت بالخطأ جرعة مخدرة في كوب القهوة ثم أصيبت بالهلوسة، حيث استحوذت مشاهدها على حيز كبير لم يضِف شيئًا للعمل، وكذلك مشهد مطول بين بيومي فؤاد وسامي مغاوري وأحمد صالح في الحمام، والذي يعد ساذجًا للغاية، وبالنسبة لنهاية الفيلم فقد كانت جيدة ومتماشية مع الأحداث، ولكن هناك مشاهد كان من الممكن أيضًا اختصارها. نستخلص من كل ما سبق أن المخرج وليد الحلفاوي لم يستفد من المحتوى الذي تضمنه الفيلم سواء من ناحية القصة أو المضمون أو جميع أبطال العمل، والذين يُعدون أفضل ممثلي جيلهم، وكان من الممكن إخراج أفضل ما فيهم، بل اكتفى بسيطرة الكوميديا والرهان علي شباك التذاكر بشكل أكبر.

وصلات



تعليقات