الرابح والخاسر بين مسلسلات رمضان 2024

  • نقد
  • 09:06 مساءً - 25 ابريل 2024
  • 1 صورة



شهدت الدراما المصرية هذا العام أكثر من 30 عملًا متنوعًا ما بين التاريخي والاجتماعي والكوميدي، منها ما شهد نجاحًا كبيرًا، بينما جاء بعضها دون المستوى وسيطرت عليه أجواء العنف وتكرار الأفكار وضعف المحتوى. أول هذه الأعمال التي شهدت نجاحًا ملحوظًا مسلسل الحشاشين، والذي يعتبر أكبر ملحمة تاريخية، محققًا قفزة كبيرة في تاريخ الدراما المصرية، والذي يعتبر الأضخم إنتاجيًا وينافس المستويات العالمية، سواء في الديكور أو الملابس أو التصوير أو الموسيقى التصويرية المستوحاة من رباعيات الخيام، والذي شهد جهدًا غير مسبوق من الكاتب عبدالرحيم كمال الذي استغرق عدة سنوات من أجل التعرف على تاريخ وجذور هذه الجماعة التي أرعبت العالم، وهي الفكرة التي انبعث منها جذور الأفكار الإرهابية وكيف سيطرت على عقول الشباب، والتي نوع فيها بين الحقائق والروحانيات، وجاء اختيار بطل العمل كريم عبدالعزيز في محله نظرًا لأنه يمتلك جميع المقومات المطلوبة لتجسيد شخصية حسن الصباح، والتي جمعت بين قوة التأثير والجاذبية وبين الشر الكامن في ملامحه بالإضافة إلى المعارك التي تم تصميمها وتدريب أبطالها على أعلى مستوى حتى الخيول. يليه مسلسل بدون سابق إنذار للفنان آسر ياسين والذي لفت الأنظار وخطف القلوب منذ الحلقة الأولى بلمساته الإنسانية وتحديدًا الطفل المريض ابن آسر ياسين، تميز العمل بسرعة الإيقاع وتصاعدت أحداثه بشكل ملحوظ كما جمع بين العنصر التشويقي والاجتماعي وشهد حوارًا متماسكًا وجوانب إنسانية كثيرة سيطرت على جميع تفاصيل العمل فضلًا عن الصراع الذي يعيشه بطلا العمل، واللذان شهدا صدمة كبيرة في الحلقة الأولى بأن ابنهما مصاب بالسرطان وأنه ليس ابنهما الحقيقي ليبدآ رحلة صراعهما ما بين مشاعرهما كأبوين، والتي لم تتأثر ولو لدرجة واحدة بعد علمهما بأنه ليس ابنهما الحقيقي، وبين محاولتهما للبحث عن الحقيقة من أجل إنقاذ حياته، كما أن المسلسل شهد أداء باهرًا من جميع أبطال العمل، وعلى رأسهم آسر ياسين والذي عبر عن عن انفعالاته سواء الداخلية أو الخارجية بشكل متميز، وكذلك عائشة بن أحمد التي اجتهدت بشكل كبير في أول بطولة مطلقة لها بالرغم من صعوبة الدور الذي يحتاج إلى تحديات كثيرة سواء في المشاعر أو التناقضات أو الجذور النفسية. وأما مفاجأة هذا العام فكانت نجاح مسلسل مسار إجباري، وهو أول بطولة مطلقة للشابين أحمد داش وعصام عمر، وليس بالضرورة أن يُنسب أي عمل ناجح لنجوم شباك أو نجوم الصف الأول، فالمسلسل يتضمن فكرة جديدة لشابين يكتشفان أنهما شقيقان عقب وفاة والدهما، والمفاجأة أن التركة الموروثة للشقيقين ليست أموالًا أو أطيانًا، إنما صراعات مع عصابات ومافيا أدوية فاسدة بالإضافة إلى رحلة أخرى مع ضمير كل منهما، حيث إن والدهما قام بتزوير تقرير تسبب في الحكم بالإعدام على شخص بريء، ومع تلاحمهما سويًا وترابطهما ببعضهما، استطاعا التغلب على جميع الصراعات التي واجهاها من أجل تحقيق العدالة وإرضاء ضميريهما بالإضافة إلى أن العمل شهد أداء مختلفًا للشقيقين، اللذين أصبح أحدهما العقل المفكر والآخر هو المنفذ، كذلك تلاحم الأمَّين صابرين وبسمة سويًا، والذي شهد إعادة اكتشاف لهما. على الجانب الآخر هناك أعمال أخرى صدمت الجمهور ولم يحالفها الحظ، وعلى رأسها مسلسل عتبات البهجة، وكان من المتوقع أن يشهد النجاح الذي تحققه أعمال الفنان الكبير يحيى الفخراني، وهو أحد أعمدة الدراما المصرية، ولكن للأسف لم يخدمه السيناريو من أجل تحقيق المستوى المطلوب لأنه لم يتضمن أيًا من العوامل الجاذبة للجمهور، فالمسلسل جاء إيقاعه بطيئًا يتصف بالكثير من الرتابة، بالإضافة إلى أن أماكن التصوير جاءت تقليدية ومحدودة ما بين غرف مغلقة أو في حديقة معينة، فضلًا عن أن العنصر الشبابي، وهو الحصان الرابح في أي عمل، لم يكن مؤثرًا. كذلك مسلسل محارب الذي بدأ جيدًا في الحلقات الأولى ثم سرعان ما تحول إلى قصة تقليدية ومكررة قتلت بحثًا في الكثير من الأعمال سواء بالنسبة للسينما أو الدراما، وهي سيطرة الكبار والأثرياء وطغيانهم ودهسهم للفقراء بصورة مبالغ فيها وبلا منطق أو معنى، فبدأت الأحداث بدهس ابن أحد الأثرياء لـعفاف شعيب وتسبب في قتلها، ثم يقوم والد الشاب بطمس القضية، ولم يكتفوا بذلك بل تحولوا جميعًا إلى وحوش يقومون كل يوم بتلفيق قضايا وهمية لبطل العمل حسن الرداد وفي يوم وليلة يتحول الضحية إلى مجرم محترف عليه الهروب طوال الوقت من سيل من الاتهامات اليومية، بالإضافة إلى أحداث أخرى تم وضعها دون داعٍ، مثل زوجة حسن الرداد ناهد السباعي التي تتخلى عن زوجها فجأة بسبب أعمال سحرية، فضلًا عن الأداء المبالغ فيه من بعض النجوم. نفس الأمر بالنسبة لمسلسل نعمة الأفوكاتو الذي اتصف باللامنطقية في جميع أحداثه، بداية من مرافعة مي عمر وهي محامية ناشئة تستطيع الحصول على البراءة في قضية مهمة في جلسة محاكمة واحدة وتحصل على أتعاب 10 ملايين جنيه، والتي لم يحصل عليها كبار المحامين، مرورًا بإعطائها الماليين لزوجها ثم إحراقها مبلغ 14 مليون جنيه أمام عينيه، والتي يتضح أنها أموال مزيفة، ثم تسرقه زوجته الأخرى أروى جودة، فيقتلها بصورة تبدو في غاية السذاجة فضلًا عن المط والتطويل في المشاهد التي تصل إلى أكثر من 20 دقيقة للمشهد الواحد خاصة في الحلقات الأخيرة.

وصلات



تعليقات